الكون المعجزه
نظرية كل شئ .."التوحيد هو ما نسعى لتحقيقه، لأن هدف الفيزياء الأساسي هو أن نضيف المزيد والمزيد من ظواهر الكون بطرق مبادئ أبسط وأبسط"
"ستيفن واينبرج" عالم فيزياء أمريكي.
علم الفيزياء بطبيعته هو علم يتعامل مع العالم كله بكل دقائقه وتفاصيله، وغالبًا ما ينكر الفيزيائيون خروج أي شئ في الكون عن دائرة اهتمامهم، لذلك سعى الفيزيائيون منذ فجر التاريخ لكشف أسرار الكون وسر أغواره وفهم قوانينه وأنظمته الخاصة، وبمرور الزمن وزيادة الاكتشافات العلمية بدا أن القوانين والمعادلات المكتشفة تتجه جميعها إلى نقطة واحدة، نقطة واحدة يمكن أن نستند عليها في تفسير كافة الظواهر الكونية، معادلة واحدة تجمع النظريات الفيزيائية، وتزيل الاختلافات والملابسات.
يسيطر على كوننا 4 قوى هي: قوة الجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية الضعيفة المسئولة عن الاندماج النووي للجسيمات دون الذرية، والقوة النووية القوية المسئولة عن ربط بعض الجسيمات دون الذرية ببعضها البعض.
بدأت محاولات توحيد قوانين الفيزياء منذ 1687 عندما صاغ السير "اسحق نيوتن" قوانين الحركة وقانون الجذب العام وأثبت بها أن حركة الأجسام على الأرض وحركة الأجرام السماوية كليهما يتبعان نفس القوانين.
ثم في 1862 نشر الفيزيائي "جيمس ماكسويل" أربعَ معادلات تفاضلية جزئية وحّد فيها القوتين الكهربية والمغناطيسية، حيث وصفت المعادلات سلوك والتغيرات الطارئة على المجالين الكهربي والمغناطيسي، وتحولاتهما إلى أشكال أخرى من الطاقة.
ثم في 1905 يخرج لنا "أينشتاين" رائعته النسبية الخاصة التي وحدت الزمان والمكان ليصبحا نسيجًا واحدًا، وتليها في 1915 النسبية العامة التي اكتشف فيها سر قوة الجاذبية، حيث فسرها بأن الكتل الضخمة تسبب انحناءًا في النسيج الزمكاني وبزيادة كتلة الأجسام يزداد هذا الانحناء فتزداد جاذبية الجسم للأجسام التي من حوله.
وفي 1979 يفوز "محمد عبدالسلام" و"ستيفن واينبرج" و"شيلدون جلاشو" بجائزة نوبل في الفيزياء تقديرًا لأبحاثهم في حقل القوى الكهروضعيفة، وهي الناتجة من دمج القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة.
"عبر المائتي عام المنقضية فهْمنا للكون أعطانا تفسيرات مختلفة تتجه كلها نحو بقعة واحدة، يبدو كما لو أنها تتضافر في كتلة فكرية واحدة، وهي التي نسعى لإيجادها".
إرسال تعليق